يسوع ليبررنا الإيمان بالمسيح ، لا العمل بأحكام الشريعة ، فالانسان لا يتبرر لعمله بأحكام الشريعة ( غلو : ٢ : ١٦ ) ، فهو يقول أن العمل بالشريعة لوحده لا يكفي في النجاة ، بل يجب الإيمان بالمسيح ( عليه السلام ).
وإذا سألنا القديس بولس ، هل نفهم من هذا الكلام أن الإيمان والعمل بالشريعة هما اللذان ينجيان الإنسان؟ يجيبنا بالنفي ، فهو يقول : أما الذين يتكلمون على العمل بأحكام الشريعة فهم ملعونون جميعا ( غل : ٣ : ١٠ ) ويضيف ( والمسيح حررنا عن لعنة الشريعة ، بأن صار لعنة لأجلنا ) ( غل : ٣ : ١٣ ) ، ويكمل بولس نظريته ويدعي أن الشريعة وإن كان مصدرها الله ولكنها أعطيت للبشر عن واسطة الملائكة وهذا دليل على ضعفها (١). ( غل : ٣ : ١٩ ) فهي مع أنها مقدسة وروحانية ( رومة : ٧ : ١٢ ـ ١٤ ) ولكني ما عرفت الخطيئة إلا بالشريعة فلولا قولها لي : لا تشته لما عرفت الشهوة ( رومة : ٧ : ٧ ) ، ولكنها أضعف من أن تخلص الإنسان المباع لسلطان الخطيئة ( رومة : ٧ : ١٤ ) ، فالشريعة بدلا من أن تخلص البشر من الشر ، تكاد لو جاز هذا التعبير تغمسهم فيه وتعدهم للعنة. ويستمر بولس في بيان عقيدته فيقول : ( أن الشريعة باعتبارها مؤدبا وحارسا لشعب الله في مرحلة الطفولة ( غل : ٣ : ٢٣ ـ ٢٤ ) كانت تجعله يشتهي برا يستحيل
__________________
(١) معجم اللاهوت الكتابي : ٤٤٦.