تحقيقه وذلك حتى يدرك بطريقة أفضل حاجته المطلقة إلى مخلص للعالم الأوحد. فالمسيح ( عليه السلام ) بمجيئه أنهى الشريعة فهو نهاية الشريعة وغايتها ( رومة : ١ ـ ٤ ).
وفي الواقع فهذه العقيدة الجديدة هي من نتاج بولس ، وإذا قلنا له : إذن نحن لا نحتاج إلى أي عمل سوى الإيمان بالمسيح ( عليه السلام ) ، أو بمعنى آخر فالمسيحية يكفيها الإيمان بالمسيح ( عليه السلام ) عوضا عن الشريعة فلا تعود بحاجة إلى شريعة ، أجابنا بولس قائلا : أن الشريعة كلها تلخصت في وصية واحدة وهي المحبة لا يكن لأحد دين إلا محبة بعضكم لبعض ، فمن أحب غيره أتم العمل بالشريعة ، فالوصايا التي تقول لا تزن ، لا تقتل ، لا تسرق ، لا تشته ، وسواها من الوصايا تتلخص في هذه الوصية أحب قريبك مثلما تحب نفسك ، فالمحبة تمام العمل بالشريعة ( رومة : ١٣ : ٨ ـ ١٠ ) ...
وأعتقد أن المسألة تبدو الآن أكثر وضوحا ، فالمسيح ( عليه السلام ) جاء متمما ومكملا للشريعة ( متي : ٥ : ١٧ ) وأكد كثيرا على حفظ الشريعة والعمل بها مع الإيمان به ، فهو لم ينقض الشريعة أطلاقا ولم يهملها ، بل عمل بها وأمر بعدم تركها ( متي : ٢٣ : ٢٣ ).
وأنما أبطلت الشريعة وأهملت بعده وبالتحديد على يد بولس الذي لم ير المسيح ( عليه السلام ) أبدا وليس من تلاميذه ورسله ، فلا أدري كيف يرفض المسيحيون وهم أتباع المسيح ( عليه السلام )