اليوناني الذي وضعه الكاتب يوحنا مكان اللفظ العبري فهو مردد بين كونه ( پاراقليطوس ، pericletos ) الذي هو بمعنى المعزي والمسلي والمعين ، أو ( پريقليطوس pericletos ) الذي هو بمعنى المحمود ، الذي يرادف أحمد.
ولأجل تقارب الكلمتين في الكتابة والتلفظ والسماع ، حصل التردد في المبشر به ، ومفسرو ومترجمو إنجيل يوحنا ، يصرون على الأول ولأجل ذلك ترجموه إلى العربية ب ( المعزي ) وإلى اللغات الأخرى بما يعادله ويرادفه ، وادعوا أن المراد منه هو روح القدس ، وأنه نزل على الحواريين في اليوم الخمسين بعد فقدان المسيح ( عليه السلام ) ( يوم العنصرة ) (١) ...
ولكن القرائن الكثيرة كلها تأبى هذا التفسير لهذه الكلمة ب ( المعزي ) بل كون معناها المحمود ، أحمد أقرب إلى الظاهر وإليك بعض القرائن على ذلك ، كما ينقلها الأستاذ العلامة السبحاني :
١ ـ إنه وصف المبشر به بلفظ ( آخر ) وأنا أطلب من الأب فيعطيكم معزيا آخر ، وهذا لا يناسب كون المبشر به نظير روح القدس لعدم تعدده ، وانحصاره في واحد ، بخلاف الأنبياء فإنهم يجيئون واحدا بعد الآخر.
٢ ـ إنه ينعت ذلك المبشر به بقوله ليمكث معكم إلى الأبد
__________________
(١) الإلهيات ج ٣ ص ٤٤٩.