الآنفة الذكر من إنجيل يوحنا كلها تشير إلى النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولكن علماء الكتاب المقدس ومفسريه هم الذين حرفوا معنى هذه الكلمة ، ونذكر هنا استدلاله باختصار ، فيقول :
وجه الاستدلال يتوقف على بيان نكتة ، وهي أن المسيح ( عليه السلام ) كان يتكلم بالعبرية ( وكانت اللغة السائدة في فلسطين مع اللغة الأرامية ) وكان يعظ تلاميذه بها ، لأنه ولد وشب بين ظهرانيهم هذا من جانب ، ومن جانب آخر أن المؤرخين أجمعوا على أن الأناجيل الثلاثة ( لوقا ، مرقس ، يوحنا ) كتبت من أول يومها باللغة اليونانية ، وأما إنجيل متي فكان عبريا من أول إنشائه ( وثم ترجم إلى اليونانية ولا وجود للنسخة العبرية الآن ).
وعلى هذا فالمسيح ( عليه السلام ) بشر بالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) باللغة العبرية ، وإنما نقله إلى اليونانية كاتب الإنجيل الرابع ( يوحنا ) وكان عليه التحفظ على لفظ المسيح ( عليه السلام ) ، لأن القاعدة الصحيحة تقتضي عدم تغيير الإعلام والاتيان بنصها الأصلي ، لا ترجمة معناها. ولكن يوحنا لم يراع هذا الأصل ، وترجمة إلى اليونانية فضاع لفظه الأصلي الذي تلكم به المسيح ( عليه السلام ) ، وفي غب ذلك حصل الاختلاف في المراد منه ، وأما اللفظ
__________________
الإسلام واسمه محمد صادق وهذا الكتاب في ستة أجزاء وطبع في ايران باللغة الفارسية.