وقد مضى على هذا التحدي للقرآن من القرون ما يزيد على أربعة عشر قرنا ولم يجرء على معارضته أحد ، ومن جرب حظه وحاول تحديه ومعارضته لم يجني إلا الخزي وافتضاح أمره ، كمسيلمة الكذاب وغيره ، وكتب التاريخ خير شاهد على هذا.
وأخيرا فإن هذا القرآن جاء به رجل أمي لم يتعلم عند معلم من الإنس ، بل ولم يكن يعرف القراءة والكتابة ، فالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عاش بين قومه أربعين سنة ، ولم يأتي خلال هذه الفترة ببيت واحد من الشعر ، وبعد هذه الفترة الطويلة من عمره الشريف ، جاء فجأة بكتاب بليغ وفصيح عجز عنه فصحاء العرب وبلغائهم وكلت دونه ألسنتهم ، فلا يبقى شك في أن هذا الكتاب هو من وحي السماء أنزل على قلب النبي الأمي الخاتم للرسالات ليكون معجزته الخالدة إلى يوم القيامة ، ويكون هدى ورحمة للعالمين على مدى الدهور.