على أنها مكتوبة بالوحي والإلهام الإلهي.
ولذلك يؤكّد علماء الكتاب المقدّس على هذه الحقيقة إذ يقولون : « ليس لدينا أي معرفة محدّدة بالنسبة للكيفية التي تشكّلت بموجبها قانونية الأناجيل الأربعة ، ولا بالمكان الذي تقرّر فيه ذلك ». (١)
وأما الكتب الأخرى فقد ألغيت ولم تقبلها الكنيسة ، وأول من اعتبر هذه الأسفار (٢٧) هو مجمع نيقية السكوني سنة (٣٢٥) م ثم جاء البابا جيلاسيوس الأول ( ٤٩٢ ـ ٤٩٦ ) ، إذ أعطى المرسوم الرسولي سنة ٤٩٥ ميلادي مقدما اللائحة التي نملكها اليوم للعهد الجديد (٢).
وقد جاء في سيرة القدّيس « امفيلوخيوس » ٣٧٤ م ، ولمعت شهرته في سيرته النسكية وفي سعة معارفة اللاهوتية ، أنه نظّم قصيدة في أسماء الكتب القانونية فيقول : يجب أن تعلم أن ليس كلّ كتاب دُعي كتاباً مقدساً يجب علينا قبوله واعتباره دليلاً أميناً صادقاً ، فبعض الكتب متوسط في الاعتبار على نسبة ما يحويه من الحقائق ، والبعض الآخر مزوّر ومضلّل للقرّاء بدرجات متفاوتة ، ولذلك فإنيّي مورد فيما يلي ما كتب بوحي إلهي : أسفار العهد القديم ...
________________________
(١) المسيح في مصادر العقائد المسيحية، ص ٣٤.
(٢) المسيح في الفكر الاسلامي : ص ١١٧.