أمّا في العهد الجديد فلا تقبل إلا الاناجيل الأربعة « متى ومرقس ولوقا ويوحنا » وأعمال الرسل أضف إليها رسائل الإناء المصطفى بولس الرسول وهي أربعة عشر رسالة ... عدا الرسالة التي قال البعض عنها خطأ : إنها مزورة ،وهي رسالته إلى العبرانيين ، تمّ رسائل الجامعة وقد قال البعض : إنها ثلاثة ، وآخرون : إنّها سبع رسائل ، امّا نحن فيجب أن نقبل رسالة يعقوب ورسالة بطرس ورسالة يوحنا وإن قال البعض : إنّ ليوحنا ثلاث رسائل والبطرس رسالتين عدا رسالة يهوذا ، وهي في حسابهم السابعة ، وأمّا كتاب الرؤيا ليوحنا فالبعض يقبلونه وعدد غفير يقول : غنّه مزوّر ، هذا هو القانون الأقرب إلى الحقيقة في الكتب المقدّسة الموحى بها من الله (١).
وأعتقد أن إلغاء كل تلك الكتب الأخرى أضاع تراثا عظيما كان يمكن الاعتماد عليه لفهم الحقائق عن المسيحية بصورة أفضل وأدق وأقرب للواقع. وأما سبب اختيار هذه الكتب دون غيرها ، فلأنها ( على حد قول المسيحيين ) ( تعطي بشكل أفضل ما كانت تؤمن به الكنيسة الأولى ، ولكن هذا لا يعني أن الكنيسة هي التي منحت صفة الالهام لهذه الأسفار ، بل أن محتوى الأسفار ذاته هو الذي دفع بالكنيسة لتمييزها عن الكتب الأخرى ) (٢).
__________________
(١) مجموعة الشرع الكنسي ، ص ٩٠٦.
(٢) المسيح في الفكر الاسلامي : ص ١١٧.