الوداع ، فبلغنا مكاناً يقال لـه غدير خمّ ، فنادى الصلاة جامعة ، فاجتمعنا المهاجرون والأنصار ، فقـام رسول الله صلىاللهعليهوآله وسطنا فقال : ( أيها الناس بمّ تشهدون )؟ قالوا : نشهد أنْ لا إله إلا الله ، قال : ( ثمّ مه )؟ قالوا : وأنّ محمّداً عبده ورسوله.
قال : ( فمن وليّكم )؟ قالوا : الله ورسوله مولانا. قال : ( من وليكم )؟ ثمّ ضرب بيده على عضد عليّ عليهالسلام ، فأقامه ، فنزع عضده ، فأخذ بذراعيه فقال : ( من يكن الله ورسوله مولاه ، فإنّ هذا مولاه ، اللّهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، اللّهمّ مَنْ أحبّه من الناس فكن لـه حبيباً ، ومن أبغضه فكن لـه مبغضاً ، اللّهمّ إنّي لا أجد أحداً أستودعه في الأرض بعد العبدين الصالحين غيرك فاقض فيه بالحسنى ) قال بشر : قلت : من هذين العبدين الصالحين. قال : لا أدري (١).
رواية الحديث عن سعد بن أبي وقـّاص :
٨٥ ـ عن ابن ماجة أيضاً قال : حدّثنا عليّ بن محمّد ، حدّثنا أبو معاوية ، حدّثنا موسى بن مسلم ، عن ابن سابط وهو عبد الرحمن عن سعد بن أبي وقّاص قال : قدم معاوية في بعض حجّاته ، فدخل عليه سعد ، فذكروا عليّاً ، فنال منه ، فغضب سعد وقال : تقول هذا لرجل
____________
(١) معجم الطبراني الكبير : ج ٢ ص ٣٥٨. باب الجيم.