وهو يحدث الناس ، إذ قام أبو ذر حتّى ضرب بيده على عمود الفسطاط ، ثمّ قال : أيُّها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فقد أنبأته باسمي : أنا جندب بن جنادة ، أبو ذر الغفاريّ ، سألتكم بحقّ الله ، وبحقّ رسوله ، أسمعتم من رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : ( ما أقلّت الغبراء ولا أظلّت الخضراء ذا لهجة أصدق من أبي ذر )؟ قالوا : اللهمّ نعم. قال : أفتعلمون أيُّها الناس أنّ رسول صلىاللهعليهوآله جمعنا يوم غدير خمّ ألف وثلاثمائة رجل ، وجمعنا يوم سمرات خمسمائة رجل ، كلّ ذلك يقول : ( اللهُمَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ وانصُرْ مَنْ نصرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ ) فقام عمر فقال : بَخٍ بَخٍ يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة (١).
٩٦ ـ أخرج الخطيب البغدادي في تاريخه : عن عبد الله بن عليّ ابن محمّد بن بشران ، عن الحافظ عليّ بن عمر الدارقطني (٢).
____________
(١) تفسير أبي القاسم فرات الكوفيّ ، من أعلام القرن الثالث الهجري ، ص ٥١٥ و ٥١٦. وروي هذا الحديث أيضاً عن أبي ذر في كتاب أسنى المطالب لشمس الدين الجزري الشافعي : ص ٤.
(٢) الحافظ عليّ بن عمر أبو الحسن البغداديّ : الشهير بالدارقطني صاحب