حديث الثقلين
لمّا رجع رسول الله صلىاللهعليهوآله من حجّة الوداع ، ونزل غدير خمّ في يوم شديد الحرّ ، أمر بخمس دوحات متقاربات فكنس الناس ما تحتهنّ من الشوك ، ثمّ ظُلّل لـه بثوب على شجرة سَمُرة من الشمس ، وبعث منادياً ينادي بالصلاة جامعة ، فاجتمع الناس ، وكانوا ألفاً وثلاثمائة رجلاً أو يزيدون ، فصلّى بهم الظهر بهجير تحت الشجرات ، ثمّ خرج عليهم من الخباء ، وقام في وسطهم خطيباً ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكّر ، ثمّ قال : ( يَا أَيّها النّاسُ ، إِنّي أُوشكُ أَنْ أُدْعى فَأُجِيب ، وَإِنّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكمُ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُم بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي : الثّقَلَيْنِ ، أَحَدُهُما أَكْبَرُ مِنَ الآخَرِ ، كِتَابُ اللهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ، وَعتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي ، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيّ الحَوْضَ ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهمِا ).
ثُمّ قال : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ )؟ قالوا : بلى.
فأخذ بيد عليّ ، وقال : ( اللهُمَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ ، وانصُرْ مَنْ نصرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ ). فقام عمر فقال : بَخٍ بَخٍ لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة.