تحقيق روايات كلّ صحابي
توصّلنا في الفصل السابق من خلال تحليل منطقي لمجموع روايات حديث الثقلين إلى أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أوصى بالتمسّك بالكتاب وأهل البيت ، وهذه النتيجة أيضاً سنتوصل بها بالتحقيق في الروايات المذكورة عن كلّ صحابي على حدة ، فالغرض في هذا الفصل هو الوقوف على ما يثبت عن كلّ صحابي ممّن رووا خطبة الغدير من حديث صيغة الوصيّة ، هل ذكرت أم لا ، وما الذي أوصى به النبيّ صلىاللهعليهوآله حسب هذا الصحابي أو ذاك.
١ ـ تحقيق روايات زيد بن أرقم :
أكثر روايات حديث الثقلين ترجع إلى زيد بن أرقم بالمقارنة مع العدد الذي روي به الحديث عن بقيّة الصحابة ، والذي وقفنا عليه في هذا البحث هو أنّ الحديث يرويه عن زيد بن أرقم خمسة رواة هم : الصحابيّ عامر بن واثلة ومن التابعين يزيد بن حيّان ومسلم بن صبيح وعليّ بن ربيعة ويحيى بن جعدة ، لكن الرواية انتشرت بصفة خاصّة عن يزيد بن حيّان ، ثُمّ عن أبي عوانة الذي يروي عن