والمسير إليه لقتال معاوية بن أبي سفيان.
وكتب معاوية بن صعصعة وهو ابن أخي الأشعث إلى بني سعد أبياتاً من الشعر في ذلك، فلما انتهى كتاب الأحنف، وشعر معاوية إلى بني سعد ساروا بجماعتهم حتّى نزلوا الكوفة فعزّت بالكوفة وكثرت.
وعن عبد الله بن عوف قال: إن عليّاً عليه السلام لم يبرح النخيلة حتّى قدم عليه ابن عبّاس بأهل البصرة، قال وكان كتب عليّ عليه السلام إلى ابن عبّاس:
أمّا بعد: فاشخص إليّ بمن قبلك من المسلمين والمؤمنين، وذكرهم بلائي عندهم، وعفوي عنهم، واستبقائى لهم، ورغبهم في الجهاد، وأعلمهم الّذي لهم في ذلك الفضل والسلام.
قال: فلمّا وصل كتابه إلى ابن عبّاس بالبصرة قام في الناس، فقرأ عليهم الكتاب وحمد الله وأثنى عليه وقال :
يا أيّها النّاس استعدّوا للشخوص إلى إمامكم، وانفروا خفافاً وثقالاً، وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم، فإنكم تقاتلون المحلين القاسطين، الذين لا يقرأون القرآن، ولا يعرفون حكم الكتاب، ولا يدينون دين الحق، مع أمير المؤمنين وابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان بالحق والقيّم بالهدى والحاكم بحكم الكتاب الّذي لا يرتشي في الحكم، ولا يداهن الفجار، ولا تأخذه في الله لومة لائم.
فقام إليه الأحنف بن قيس فقال: نعم والله لنجيبنك ولنخرجن معك، على العسر واليسر، والرضا والكره، تحتسب في ذلك الخير، وتأمل به من الله العظيم من الأجر.
وقام إليه خالد بن معمر السدوسي فقال: سمعنا واطعنا فمتى استنفرتنا نفرنا، ومتى دعوتنا اجبنا.