حصل ليزيد بن مسعود النهشلي عندما تجهز للخروج إلى الحسين عليه السلام، فبلغه شهادته قبل أن يسير فجزع من انقطاعه عنه.
وبعد شهادة الحسين عليه السلام شعر أهل الكوفة بالندم وأعلنوا توبتهم، لذا أرسل سليمان بن صرد كتاباً إلى شيعة البصرة للطلب بدم الحسين عليه السلام وأرسل الكتاب إلى المثنى بن مخرّبة العبدي وبعثه مع ظبيان بن عمارة التميمي من بني سعد.
فكتب المثنى الجواب:
أمّا بعد: فقد قرأت كتابك وأقرأته إخوانك، فحمدوا رأيك واستجابوا لك، فنحن موافقون إن شاء الله تعالى للأجل الّذي ضربت.
وقال الطبري: دعا سليمان بن صرد، المثنى بن مخرّبة للأخذ بدم الحسين، وجاء ومعه ثلاثمائة من أهل البصرة (١).
ويقول القنصل الروسي الكسندر أدامون في البصرة عام ١٩١٢ م في كتابه «ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها» ـ وهو الذي نحن بصدد تقديمه.
إن الشيعة في البصرة لم يدعوا الفرصة تمر بعد وفاة يزيد بن معاوية وحاولوا استغلال الاضطرابات الّتي قامت بسبب موت يزيد وكادت الانتفاضة الّتي أشعلوها أنْ تؤدّي إلى القضاء على الحكم العربي في العراق لقد بدأت هذه الانتفاضة بحملة من الشيعة تعدادها عشرة آلاف مسلح سارت نحو الشام وهدفها معاقبة عبيد الله بن زياد الّذي كان قد هرب من البصرة إلى الشام، لكن مروان بن الحكم الأموي الّذي كان قد اختير خليفة أسرع بإرسال جيشه لملاقاة حملة أهل البصرة فاستطاع هذا الجيش أن
______________________
(١) تاريخ الطبري: ج٥ ص٥٥٨، وبحار الأنوار: ج٤٥ ص٣٥٦، ٣٦٠، ٣٦٢.