٤ ـ «الديم» التي تعتمد کلياً على الأمطار ولهذا فإنها نادراً ما تصادف في العراق (١) وتعتمد کمية الحاصل الزراعي اعتماداً مباشراً على نظام الري ففي أراضي الـ «ماوي» يکون متوسط کمية الحاصل عشرة للواحد بالنسبة للحنطة والشعير وعشرين للواحد بالنسبة للرز، أما في أراضي «الکرود» فإن الشعير يکون عادة ثمانية للواحد في الوقت الذي يزداد فيه حاصل الحبوب جميعاً بمقدار أربع مرات في أراضي الـ «الکبيس».
وبما أننا سبق أن تحدثنا عن المزورعات الشتوية والصيفية في الفصل الأول من کتابنا هذا فبأمکاننا أن ننتقل رأساً إلى الحديث عن الضرائب التي تفرض على الزراع مباشرة. ومن هذه الضرائب الـ «ويرکي» و «العشر» أي ضريبة الأرض ضريبة العشر المفروضة على الحاصل ويستعاض عن الأولي في العراق الجنوبي بتعريفة موحدة مقدارها ٥٠ قرشاً (٤ روبلات) في السنة تفرض على کل خيمة أو کوخ من القصب (صريفة). ويعتمد مقدار ضريبة العشر التي تجبى في العراق الجنوبي بشکل مباشر على الطريقة التي تروى بواسطة السواقي «ماوي» ١/٣ حاصل الأراضي التي تسقي سيحاً «کبيس» و ١/١٠ حاصل «الديم» و «الکرود» أي الأراضي التي تروى بواسطة الأمطار أو الآت رفع المياه، وذلک لندرة الأمطار بالنسبة للأولى وکثرة تکاليف الصيانة بالنسبة للثانية وتجري جباية العشر في هذه المنطقة کما هي الحال في کل الامبراطورية العثمانية من قبل موظفي الحکومة مباشرة أو عن طريق إعطاء هذه الضريبة بالإلتزام لأشخاص معينين يشترط أن يکونوا من رعايا الدولة العثمانية ولهم ممتلکات غير منقولة لا تقل قيمتها عن نصف مبلغ الايجار. وتسهيلا
______________________
(١) لابد أن المؤلف يقصد هنا القسم الجنوبي من العراق الأن زراعة الديم واسعة الأنتشار کما هو معلوم في المناطق الشمالية من العراق ـ المترجم.