كتابة و تدوين الحديث ، و الآخر لا يرتضي ذلك.
و قد أثبتنا أنّ المعترضين على الخلفاء أصحاب الرأي كانوا من أهل التدوين و التحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، و أنّهم اعترضوا عليهم لمخالفة أقوالهم للثابت عندهم في المدونات عن رسول الله صلىاللهعليهوآله.
و من أجل هذه الاُمور قال الخليفة لهم « ائتوي بكتبكم » فلما أتوه بها أمر بحرقها ، و أمر بحبس الصحابة لإشاعتهم الحديث ؛ لقوله « إنّكم أكثرتم الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآله » وفي آخر « أفشيتم الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ».
و هذه المنافرة و المضادّة بين النهجين هي التي جعلت لكلّ منهما أنصاراً ، فالبعض ينتصر للخليفة ، و الآخر لسنة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، و غالب أصحاب التدوين كانوا من الشقّ الثاني.
و قد مرّ عليك عن ابن عبّاس أنّه من نهج التحديث و التدوين و من المعارضين لاجتهادات الشيخين المعارِضة للكتاب و السنة النبوية ، فثبت عنه قوله : « أراهم سيهلكون ، أقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ، و يقولون : قال أبوبكر و عمر ».
و أنت لو تدبرت في كلام عثمان بن عفّان لعرفت بأنّ جلّ المعارضين له في الوضوء كانوا من أصحاب التحديث و التدوين لقوله « إنّ ناساً يتحدثون عن رسول الله صلىاللهعليهوآله بأحاديث لا أدري ما هي ... » ، فالخليفة عبّر عن معارضيه ب « ناساً » ممّا يرشدنا إلى أنّ الامتداد المعارض له كبير و أنه يمثل شريحة اجتماعية مهمة.
و نحن لو أردنا تطبيق ما قلناه عن
النهجين سابقاً على ما نحن فيه