و عبدالله بن إدريس ، وهؤلاء كانوا من المدوِّنين إلاّ أنّهم من المدوِّنين في عصر التدوين الحكومي ـ أي بعد عمر بن عبدالعزيز ـ فلا أهميّة لمدوّناتهم ، بعكس رواة المسح ؛ فإنّهم أئمّة متقدّمون ، كعلي بن الحسين ( زين العابدين ) ، و عكرمة ، و عمرو بن دينار ، و عبدالله بن محمد بن عقيل ، و جابر بن زيد و غيرهم ، فهؤلاء قد دوّنوا الحديث قبل عصر التدوين الحكومي ، و لذلك تكون لمدوّناتهم قيمة أكثر و منزلة أعظم.
و بهذا اتّضح أنّ الطرق المسحيّة عن ابن عبّاس هي أقوى سنداً و دلالة ، و قد رويت بطرق متعدّدة و في جميع الطبقات عن المدوِّنين ، و هذا يؤكّد أنّ استقرار الوضوء المسحي ثبت بجهود المدوِّنين القدماء على مر الأجيال.