وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً ) (١) وكيف رضي بأن يسجدوا له والسجود لا يكون إلا للّه ، وكيف رضي باستخدام الأبوين؟
( الجواب ) : المعنى خروا لأجله سجدا للّه.
( فإن قلت ) : هذا التأويل يفسده قوله تعالى ( يٰا أَبَتِ هٰذٰا تَأْوِيلُ رُءْيٰايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهٰا رَبِّي حَقًّا ) (٢)
( قلت ) : لا نسلم ، فإن تأويل رؤياه : بلوغه أرفع المنازل ، فلما رأى أبويه على أشرف الحالات في الدارين كان ذلك مصدقا لرؤياه المتقدمة.
( الشبهة العاشرة ) : ما معنى قوله تعالى حكاية عنه (مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ اَلشَّيْطٰانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي) (٣).
( جوابه ) أن النزغ الشيطاني كان منهم إليه لا منه إليهم ، وهو كقول القائل : كان بيني وبين فلان شر ، وإن كان من أحدهما دون الثاني.
( الشبهة الحادية عشرة ) : ما معنى قوله عليه السلام ( اِجْعَلْنِي عَلىٰ خَزٰائِنِ اَلْأَرْضِ ) (٤) وكيف يجوز أن يطلب الولاية من قبل الظالم؟
( جوابه ) إنما التمس بتمكينه من خزائن الأرض ليحكم فيها بالعدل لأنه بسبب نبوته كان مستحقا لذلك وللمستحق أن يتوصل إلى حقه بأي طريق كان.
__________________
١ ـ سورة يوسف الآية ١٠٠.
٢ ـ سورة يوسف الآية ١٠٠.
٣ ـ سورة يوسف الآية ١٠٠.
٤ ـ سورة يوسف الآية ٥٥.