بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
الحمد للّه رب العالمين ، يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة ، سبحان اللّه وتعالى عما يشركون ، خلق فسوى ، وقدر فهدى ، أحسن كل شيء خلقه ، وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ، ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والافئدة قليلا ما تشكرون.
( وأشهد ) أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له أرحم الراحمين وأسرع الحاسبين وأحكم الحاكمين. وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله. وخيرته من خلقه والسفير بينه وبين عباده. أرسله بالهدى والرحمة بشيرا ونذيرا وداعيا إلى اللّه بإذنه وسراجا منيرا. اللهم صل وسلّم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
( أما بعد ) فإن اللّه سبحانه وتعالى أكرم الإنسان وتفضل عليه بنعم لا يحصيها العد ولا يقف بها الحساب عند حد. ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اَللّٰهِ لاٰ تُحْصُوهٰا إِنَّ اَللّٰهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) (١) سواه فعدله ، في أحسن
__________________
١ ـ سورة النحل ، الآية ١٨.