قصة يوسف عليه السلام
( وفيها شبه )
( الأولى ) أنه صبر على الرق ولم يبين الحرية التي فيه وذلك معصية.
( الجواب ) من وجوه :
( الأول ) فلعله لم يكن نبيا في تلك الحالة ، ولما خاف على نفسه القتل جاز أن يصبر على الرق. ومن ذهب إلى هذا الوجه حمل قوله تعالى ( وَأَوْحَيْنٰا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هٰذٰا ) (١) على وقت آخر.
( الثاني ) إن إظهار الحرية أمر يجوز أن يختلف باختلاف الشرائع فلعله أمر بالسكوت عنه امتحانا ، كما امتحن أبويه بنمروذ والذبح (٢).
( الثالث ) لعله عليه السلام أخبرهم بذلك إلا أنهم لم يلتفتوا إليه.
( الشبهة الثانية ) تمسكوا بقوله تعالى حاكيا عن يوسف وامرأة العزيز (وَرٰاوَدَتْهُ اَلَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهٰا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ اَلْأَبْوٰابَ وَقٰالَتْ هَيْتَ لَكَ قٰالَ مَعٰاذَ اَللّٰهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوٰايَ إِنَّهُ لاٰ يُفْلِحُ اَلظّٰالِمُونَ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهٰا لَوْ لاٰ أَنْ رَأىٰ بُرْهٰانَ رَبِّهِ
__________________
١ ـ سورة يوسف الآية ١٥.
٢ ـ يظهر أن المؤلف يرى أن الذبيح هو اسحاق باعتبار أن اسحاق هو جد يوسف ، وهذا خطأ واضح فاسماعيل هو الذبيح كما تؤكد ذلك الدلائل التي تبحث في مظانها ، وقد حقق المؤلف هذا الموضوع في تفسيره دون أن يرجح أحد الرأيين ٦ / ١٥٠ فلينظر.