كَذٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ اَلسُّوءَ وَاَلْفَحْشٰاءَ ) (١).
( الجواب ) : قال القاضي أبو طاهر الطوسي رحمه اللّه تعالى (٢) شهد ببراءة يوسف من الذنب كل من له تعلق بتلك الواقعة من زوج وحاكم ونسوة وملك وادعى يوسف ذلك واعترف له خصمه بصدق ما قاله مرتين ، وشهد بذلك رب العالمين الذي هو أصدق القائلين ، واعترف إبليس فكيف يلتفت إلى قول هؤلاء الحشوية؟! أما شهادة الزوج فقوله تعالى ( إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هٰذٰا وَاِسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ اَلْخٰاطِئِينَ ) (٣) وأما شهادة الحاكم فقوله ( وَشَهِدَ شٰاهِدٌ مِنْ أَهْلِهٰا إِنْ كٰانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ ) (٤) وأما شهادة النسوة فقولهن ( حٰاشَ لِلّٰهِ مٰا عَلِمْنٰا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ ) (٥) وأما شهادة الملك فقوله ( إِنَّكَ اَلْيَوْمَ لَدَيْنٰا مَكِينٌ أَمِينٌ ) (٦) وما ادعاء يوسف عليه السلام ذلك فقوله (هِيَ رٰاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي) (٧) وقوله ( رَبِّ اَلسِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمّٰا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ) (٨) وقوله ( ذٰلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ ) (٩) وأما اعتراف الخصم فقولها للنسوة ( وَلَقَدْ رٰاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ) (١٠) وقوله ( اَلْآنَ حَصْحَصَ اَلْحَقُّ أَنَا رٰاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ ) (١١) وأما شهادة رب العالمين فقوله ( كَذٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ اَلسُّوءَ وَاَلْفَحْشٰاءَ ) (١٢) وأما اعتراف
__________________
١ ـ سورة يوسف الآية ٢٤.
٢ ـ لم يعز المؤلف « في التفسير » هذا الموضوع الى قائله ، فهنا بيان لصاحب هذا القول اللطيف.
٣ ـ سورة يوسف الآية ٢٨.
٤ ـ سورة يوسف الآية ٢٦.
٥ ـ سورة يوسف الآية ٥١.
٦ ـ سورة يوسف الآية ٥٤.
٧ ـ سورة يوسف الآية ٢٦.
٨ ـ سورة يوسف الآية ٣٣.
٩ ـ سورة يوسف الآية ٥٢.
١٠ ـ سورة يوسف الآية ٣٢.
١١ ـ سورة يوسف الآية ٥١.
١٢ ـ سورة يوسف الآية ٢٤.