قصة موسى عليه السلام
( فيها شبه ستة ) ( الشبهة الأولى ) : تمسكوا بقوله تعالى : ( فَوَكَزَهُ مُوسىٰ فَقَضىٰ عَلَيْه ِ) (١) فإن ذلك القبطي إما أن يكون مستحقا للقتل أو لا.
فإن كان الأول فلم قال ( هٰذٰا مِنْ عَمَلِ اَلشَّيْطٰانِ ) و ( رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ) الآية (٢) و (فَعَلْتُهٰا إِذاً وَأَنَا مِنَ اَلضّٰالِّينَ) (٣)؟ وإن كان الثاني كان عاصيا في قتله.
( جوابه ) يحتمل أن يقال : إنه لكفره كان مستحقا للقتل وإنه لم يكن لكن موسى قتله خطأ ، وأنه لم يقصد إلا تخليص الذي من شيعته من ذلك القبطي. فتأدى به ذلك إلى القتل من غير قصد.
وأما الآيات فمن جوز الصغيرة حملها عليه فإن الاستغفار والتوبة تجب من الصغيرة كما تجب من الكبيرة ومن أباها فلم يحملها عليه.
وأما قوله : ( هٰذٰا مِنْ عَمَلِ اَلشَّيْطٰانِ ) ففيه وجهان :
( الأول ) أن اللّه تعالى ندبه إلى تأخير قتل أولئك الكفار إلى
__________________
١ ـ سورة القصص ، الآية ١٥.
٢ ـ سورة القصص ، ١٥ ـ ١٦.
٣ ـ سورة الشعراء ، الآية ٢٠.