بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
الحمد للّه المتعالي بجلال أحديته عن مسارح الخواطر والأوهام ، المقدس بكمال صمديته عن مسابح البصائر والأفهام. المتنزه لوجوب هويته عن مشاكلة الأعراض والأجسام. المبرأ بعظمة آلهيته عن بواعث الإقدام وصوارف الأحجام ، الذي لا يتغير بكرور الدهور ومرور الشهور والأعوام. ولا يؤده إنعام سجال (١) الخواص والعوام من الإحسان والإنعام. والصلاة على محمد المبعوث إلى لحافة الأنام ، والسلام على آله وأصحابه ائمة الإسلام.
( أما بعد ) فهذه رسالة عملناها في النضح عن رسل اللّه وأنبيائه ، والذب عن خلاصة خلقه واتقيائه ، وإبانة ما أتى به أهل الحشو من إحالة الذنوب والجرائم عليهم ، ونسبة الفضائح والقبائح إليهم ، وأنه زور وبهتان ، وحسبان عاطل عن الحجة والبرهان ، وأنهم يتجشئون من غير شبع ، ويطمعون في غير مطمع ، وأن شبهاتهم لا تقوى على مقاومة الساعد الأشد ولا تسم على المنهج الأسد ( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوٰاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاّٰ كَذِباً ) (٢) واللّه المحمود على ما أفاض من توفيق ، والمشكور على ما منح من تحقيق ، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
__________________
١ ـ سجال للمبالغة في الكثرة.
٢ ـ سورة الكهف آية ٥.