قصة إبراهيم عليه السلام
تمسكوا بها (١) من وجوه تسعة :
( الشبهة الأولى ) قوله تعالى حاكيا عن إبراهيم عليه السلام ( قٰالَ هٰذٰا رَبِّي ) (٢) فلا يخلو إما أن يقال : إنه قال هذا الكلام في النظر والاستدلال ، أو بعده. فإن كان الأول كان قطعه بذلك مع تجويزه أن يكون الأمر بخلافه إخبارا عما يجوز المخبر كونه كاذبا فيه. وذلك غير جائز.
وإن كان الثاني كان ذلك كذبا قطعا ، بل كفرا قطعا.
( والجواب ) قيل : إنه من كلام إبراهيم قبل البلوغ. فإنه لما خطر بباله قبيل بلوغه حد التكليف إثبات الصانع ففكر فرأى النجوم ، فقال ( هذا ربي ) فلما شاهد حركتها قال : لا بد أن تكون ربا. وكذا الشمس والقمر فبلغه اللّه تعالى في أثناء ذلك حد التكليف ، فقال ( إِنِّي بَرِيءٌ مِمّٰا تُشْرِكُونَ ) (٣) وإنما بلغ ذلك في النجوم والشمس والقمر لما فيه من العلو والنور.
ومنهم من سلم أنه كان كلام إبراهيم بعد البلوغ ثم اختلفوا فمنهم من قال : يجوز أن يكون ذلك كلامه حال اشتغاله بالنظر والاستدلال
__________________
١ ـ أي يشبهه عصمته.
٢ ـ سورة الانعام الآية ٧٦.
٣ ـ سورة الانعام الآية ٧٨.