قصة يونس عليه السلام
تمسكوا بقوله تعالى : ( وَذَا اَلنُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغٰاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنٰادىٰ فِي اَلظُّلُمٰاتِ أَنْ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنْتَ سُبْحٰانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ اَلظّٰالِمِينَ ) (١) من ثلاثة أوجه :
( الأول ) أنه ذهب مغاضبا وذلك كان محظورا. ألا ترى أن اللّه تعالى قال : (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاٰ تَكُنْ كَصٰاحِبِ اَلْحُوتِ) (٢) فذلك يقتضي أن ذلك الفعل من يونس عليه السلام كان محظورا.
( الثاني ) قوله ( فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ) وذلك يقتضي كونه شاكا في قدرة اللّه تعالى.
( الثالث ) قوله : ( إِنِّي كُنْتُ مِنَ اَلظّٰالِمِينَ ).
( الجواب ) عن الأول أن الآية دلت على أنه ذهب مغاضبا ولم تدل على أنه غاضب اللّه ، وكيف ومغاضبة اللّه تعالى لا تجوز على أحد من المسلمين ، فكيف على النبي عليه السلام؟! فلعله إنما خرج مغاضبا لقومه ، فلم قلتم إن ذلك معصية؟ أما قوله : ( وَلاٰ تَكُنْ كَصٰاحِبِ
__________________
١ ـ سورة الأنبياء آية ٨٧.
٢ ـ سورة القلم آية ٤٨.