أعلاها لموسى عليه السلام في قوله ( وَلَمّٰا جٰاءَ مُوسىٰ لِمِيقٰاتِنٰا ) (١) وأن سليمان عليه السلام على شرع موسى عليه السلام وطريقته فكان أبدا في الرياضة ، والإنسان لا يفرغ قلبه عن شيء ما لم يجربه فكأن نفس سليمان عليه السلام كانت ملتفته إلى مملكة الدنيا فقال ( رَبِّ اِغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً ) الآية ، حتى أذوقه فيفرغ قلبي عنه فيزول شغل الالتفات إليه ، فيخلص السر إلى طاعتك والاشتغال بعبادتك.
( السادس ) إن للسيارين إلى اللّه تعالى تارات ، فتارة يختارون مقام التواضع ، وذلك إذا ما نظروا إلى أنفسهم من حيث هم هم ، وتارة مقام الاستعلاء وذلك إذا ما رأوا أنفسهم من حيث أنهم بالحق ، فلا يبعد أن يكون هذا الخاطر إنما ورد على سليمان عليه السلام في المقام الثاني.
( السابع ) وهو جواب المتكلمين إنه عليه السلام كان مأذونا من اللّه فيه وعلى هذا التقدير لا يكون فيه عتب.
__________________
١ ـ سورة الاعراف آية ١٤٣.