قصة أيوب عليه السلام
حكى اللّه تعالى أنه قال ( مَسَّنِيَ اَلشَّيْطٰانُ بِنُصْبٍ وَعَذٰابٍ ) (١) والعذاب لا يكون إلا جزاءا كالعقاب ، فدل على كونه مذنبا ، وروى جمع من المفسرين أن اللّه تعالى إنما عاقبه بذلك البلاء لترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
( جوابه ) : لا نسلم أن العذاب لا يكون إلا جزاءا. ولهذا يقال للظالم المبتدئ بالظلم : إنه يعذب الناس فأما إضافة ذلك إلى الشيطان فنقول : إنه عليه السلام ما أضاف المرض إلى الشيطان ، وإنما أضاف إليه ما كان يشعر به من وسوسته وتذكيره له مما كان فيه من النعم والعافية ودعائه له إلى التضجر ، ولأنه كان يوسوس إلى قومه بأن يستقذروه ، لما كان عليه من الأمراض البشعة المنظر ، وأيضا فإن اللّه تعالى مدحه في آخر الآية بقوله ( إِنّٰا وَجَدْنٰاهُ صٰابِراً نِعْمَ اَلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوّٰابٌ ) (٢) فلو كان أول الآية دالا على كونه مذنبا لكان مدحه عقيب ذلك موهما أنه مدحه على ذنبه وهو غير جائز. واللّه الموفق.
__________________
١ ـ سورة ص الآية ٤١.
٢ ـ سورة ص الآية ٤٤.