قصة عيسى عليه السلام
( وفيها شبهتان ) ( الأولى ) تمسكوا بقوله تعالى : ( وَإِذْ قٰالَ اَللّٰهُ يٰا عِيسَى اِبْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنّٰاسِ اِتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلٰهَيْنِ ) (١) من وجوه :
( الأول ) : أن عيسى عليه السلام إن كان قال هذا الكلام فالإشكال قائم. وإن لم يقل كان الاستفهام عبثا.
( الثاني ) : أن النفس هي الجسد فقوله تعالى ( وَلاٰ أَعْلَمُ مٰا فِي نَفْسِكَ ) (٢) ظاهره يوهم إثبات الجسم للّه تعالى.
( الثالث ) : أن كلمة ( في ) للظرفية ، وهي لا تجيء إلا في الأجسام.
( والجواب ) : عن الأول أنه عليه السلام ما قال ذلك وللاستفهام فائدة وهي تقريع من ادعى ذلك من النصارى ، وعن الثاني أن النفس في اللغة بمعنى الذات ، يقال : نفس الشيء ذاته ، وعن الثالث أن المراد حلول الصفة في الموصوف.
__________________
١ ـ سورة المائدة ، آية ١١٦.
٢ ـ سورة المائدة ، آية ١١٦.