اَلْحُوتِ ) فليس لأنه ثقلت عليه أعباء النبوة لضيق خلقه ، بل المراد أنه لم يقو على الصبر على تلك المحنة التي ابتلاه اللّه بها ولو صبر لكان أفضل فأراد اللّه تعالى بمحمد صلّى اللّه عليه وسلّم أفضل المنازل وأعلاها ( وعن الثاني ) أن الشك في قدرة اللّه تعالى كفر ، ولا نزاع أنه لا يجوز اتصاف الأنبياء به ، بل المراد أن لا نضيق الأمر عليه (١) ، قال اللّه تعالى ( وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمّٰا آتٰاهُ اَللّٰهُ ) (٢) وقال ( اَللّٰهُ يَبْسُطُ اَلرِّزْقَ لِمَنْ يَشٰاءُ وَيَقْدِرُ ) (٣) أي يوسع ويضيق ، وقال ( وَأَمّٰا إِذٰا مَا اِبْتَلاٰهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ ) (٤) أي ضيقه (وعن الثالث) فالجواب عنه ما تقدم من قصة آدم عليه السلام.
__________________
١ ـ ويمكن أن تفسر القدرة بالقضاء أي فظن أن لن نقضي عليه بشدة وهو قول مجاهد وقتادة والضحاك والكلبي ورواية العوفي عن ابن عباس ، أما التفسير الوارد اعلاه بمعنى لن نضيق عليه فقد اختاره المفسر لانه حجة لمذهبه في خلق الافعال ، كما صرح في تفسيره ٦ / ١٥٠ قائلا أن هذا يدل على أن يونس عليه السلام مخير أن شاء أقام وان شاء خرج وان اللّه لا يضيق عليه في اختياره.
٢ ـ سورة الطلاق آية ٧.
٣ ـ سورة الرعد آية ٢٦.
٤ ـ سورة الفجر آية ١٦.