السلام إنما أبدى من الحزن اليسير من الكثير ، وكان ما يعتبر عليه أكثر وأوسع مما أظهره (١).
( الشبهة الخامسة ) : أن يعقوب عليه السلام كان يعلم برؤيا يوسف أن أمره يفضي إلى العاقبة الحسنة في الدنيا والدين ، فلم لم يتسل بذلك على حزنه؟
( الجواب ) : أن علمه بذلك لا يدفع الحزن الحاصل بسبب المفارقة ، على أن يوسف عليه السلام كان حين رأى تلك الرؤيا صبيا فلا جرم لم يقطع يعقوب عليه السلام بصحته.
__________________
١ ـ ثم ان يعقوب تجلد وصبر فلم يظهر الشكاية لاحد من الخلق وقال « انما اشكو بشيء وحزني الى اللّه » وكل ذلك يدل على انه لما عظمت مصيبته وقويت محنته صبر وتجرع الغصة ، انظر تفسير المؤلف ٥ / ١٦١.