أريد أن يفسَّر به ؟ أم أنّ له معنى آخر ؟ ولو صح ذلك فكيف نفسر قوله صلىاللهعليهوآله : ( لا تفترقوا فتهلكوا ) (١) ، وقوله : ( ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، فرقة ناجية والباقون في النار ) (٢) ؟
ولماذا يكون الاختلاف بين المسلمين إلى هذا الحد ، وكتابهم واحد ، ونبيّهم واحد ؟
فترى هذا يسدل يديه في الصلاة والآخر يقبضهما ، والثاني يُفرّج بين رجليه في الصلاة والآخر يجمع بينهما ، والثالث يغسل رجليه في الوضوء والآخر يمسحهما ، والرابع يجهر بالبسملة والآخر لا ينطق بها مجهورة ، وهذا يقول بالتأمين وذلك لا يقول به. والعجيب أنّهم جميعاً ينسبون أقوالهم
______________________________
وقد صحّ إسناد هذا الحديث عند أهل البيت وفسّره الإمام الصادق بأن المراد اختلافهم في البلدان بعد تفقّههم لينذروا الناس ويعلموهم الأحكام. انظر : علل الشرايع ١ : ٨٥ ، ومعاني الأخبار : ١٥٧ فانظر كيف يأخذون به مع عدم صحة اسناده عندهم.
(١) المصنف لابن أبي شيبة ٨ : ١٦١ / ح ٢٧.
(٢) انظر الحديث بألفاظ متقاربة ومعنى واحد في : تحفة الاحوذي ٧ : ٣٣٣ ، المعجم الكبير للطبراني ١٨ : ٥١ ، كنز العمال ١ : ٣٧٧ / ح ١٦٣٧ ، شواهد التنزيل ١ : ٢٧٠ ، تفسير القرطبي ٢ : ٩.
وفي مستدرك الحاكم النيسابوري ٣ : ٥٤٧ بسنده عن عوف بن مالك ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ستفترق امتي على بضع وسبعين فرقة ، أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسمون الأمور برأيهم ؛ فيحرمون الحلال ويحللون الحرام. وهو في المحلى لابن حزم ١ : ٦٢ ، والمستدرك للحاكم أيضاً ٤ : ٤٣٠ ، ومجمع الزوائد ١ : ١٧٩ ، والمعجم الكبير للطبراني ١٨ : ٥١ ، ومسند الشاميين ٢ : ١٤٣.