أميرالمؤمنين ؟ قال : أضحكني أنّ العبد إذا غسل وجهه حطّ الله عنه كلّ خطيئة أصابها بوجهه ... (١)
٧ ـ وعن عبد الرحمان البيلماني ، عن عثمان : أنّه توضّأ بالمقاعد فغسل كفّيه ثلاثاً ثلاثاً ... وغسل قدميه ثلاثاً ... وسلَّم عليه رجل و هو يتوضّأ فلم يردّ عليه حتى فرغ ، فلمّا فرغ كلّمه يعتذر ؛ وقال : لم يمنعني أن أردّ عليك إلاّ أني سمعتُ رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : من توضّأ هكذا ولم يتكلّم ثم قال : أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، غُفِر له ما بين الوضوءين (٢).
وعن البيلماني أيضاً : أنّه شهد عثمان يتوضّأ على المقاعد ، فسلّم عليه رجل فلم يردّ عليه ، حتّى إذا فرغ ردّ عليه ، وجعل يعتذر إليه ، ثمّ قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله يتوضّأ فسلّم عليه رجل فلم يردّ عليه (٣).
عرفنا سابقاً بعض الملامح الدالّة على البادئ بالخلاف ، إذ وضّحنا وجود مؤشرات كثيرة دالة على كون عثمان بن عفّان هو الذي بَدَأ الخلاف في الوضوء ، وأنّ المسلمين لم يأخذوا بقوله وفعله أيام حياته ؛ لما عرفت من اختلاف الناس معه ، لكنّ الحكّام ـ أمويين كانوا أم عباسيين ـ أكدوا على وضوء عثمان لمصالح ارتضوها في العصور اللاحقة.
وقد رأينا كيف أنّ عثمان بن عفّان ـ ونظرا لكثرة الناس الماسحين ،
______________________________
(١) كنز العمال ٩ : ٤٤٢ / ح ٢٦٨٨٦ ( حم والبزار حل ع و صحح ).
(٢) سنن الدارقطني ١ : ٩٦.
(٣) كنز العمال ٩ : ٤٤٣ / ح ٢٦٨٨٨ (البغوي فيه ، ص).