ج ـ إننا لم نجد حتّى لأصحاب عثمان المقربين منه ـ كمروان بن الحكم والمغيرة بن شعبة وزيد بن ثابت ـ دفاعات عن وضوئه ، فإنّهم لم يَقْدموا على ذلك ، مع أنّ منهم من دافع عنه يوم الدار.
٣ ـ إنّ عثمان بن عفّان اتّخذ أساليب غير مألوفة في إعلانه عن وضوئه الجديد ، ممّا يؤكّد وقوفه في موقف المتّهم الذي يريد طرحَ شيءٍ جديد ، وذلك عبر النقاط التالية :
أ ـ إنّ عثمان راح يجنّد مواليه لنقل فكرته الوضوئية عنه ، كحمران وابن دارة ، مع أنّ حمران كان يهوديّاً من سَبْي عين التمر (١) وقد أسلم في السنة الثالثة من خلافة عثمان ، وهذا يدل على أنّ صدور نقله للوضوء عن عثمان جاء متأخراً عن هذا التاريخ ، وهو ممّا يؤكد صدور الوضوء من عثمان في الستّ الأواخر من حكمه ، شأنه شأن باقي آرائه واجتهاداته التي نقمها عليه المسلمون. وهو الذي جعل الإمامَ عليّاً يقول عنه ( حتّى أجهَزَ عليه عملُه ) (٢).
ب ـ ابتداء عثمان ـ ولأدنى الأسباب ـ بتعليم الوضوء تبرّعاً وبدون سؤال سائل ، كمسارعته لتعليم ابن دارة وضوءه الغسلي بمجرّد سماع
______________________________
(١) انظر طبقات ابن سعد ٧ : ١٤٨ ، تهذيب الكمال ٧ : ٣٠٣ ، تاريخ الاسلام للذهبي : ٣٩٥ ، مختصر تاريخ دمشق ٧ : ٢٥٣ ، وفيات الاعيان ٤ : ١٨١ ، تاريخ بغداد ٥ : ٣٣٢ ، تاريخ الطبري ٣ : ٤١٥ ، الأخبار الطوال : ١١٢ ، معجم البلدان ٥ : ٣٠١ ، المعارف لابن قتيبة : ٢٤٨.
(٢) نهج البلاغة ١ : ٣٥ / الخطبة ٣.