وحطِّ خطايا المتوضي (١) ، وثالثة بأنه لغفران ذنوب من توضّأ وضوءه ثمّ دخل في صلاته (٢) ، ورابعة بأنّه ضحك وسأل أصحابه عن سرّ ضحكه لأنّه رأى النبيّ صلىاللهعليهوآله ـ قريباً من مكانه ـ قد ضحك وسأل أصحابه عن سرّ ضحكه (٣) ، ثمّ علل سبب الضحك تارة بأنّ الوضوء الغسلي وحده ، وتارة بأنّه مع الصلاة ، سببٌ لحطِّ الذنوب.
وهذه العنايات كلّها تدل على أنّه كان يريد أن يضيف شيئاً إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله بشتّى الحجج ، وإلاّ فلماذا لم تنقل تلك التبسمات والضحكات بهذه الكثرة عن غيره عن رسول الله صلىاللهعليهوآله في نقلهم لوضوئه المسحي ؟! ولماذا لم يضحك لغير ذلك التعليم ؟!
و ـ إن جميع وضوءات عثمان البيانية هي ثلاثية الغسلات ، ولم يأت عنه خبر في باب الوضوء مرّة ومرتين ، مع ورود أخبار عن عمر وعلي وابن عباس وجابر وغيرهم فيه.
فهل كان عثمان يرى عدم إجزاء المرّة والمرتين ؟!
أم أنّ تثليثه كان يستبطن أمراً جديداً ؟! وهو التأكيد على الوضوء
______________________________
(١) اُنظر : كنز العمال ٩ : ٤٤٢ / ٢٦٨٨٦ ( حم والبزار حل ٤ وصحح ). ومسند أحمد ١ : ٥٨ و ٦١.
(٢) اُنظر : كنز العمال ٩ : ٤٣٩ / ٢٦٨٧٢ ( كر ).
(٣) فعن حمران ، قال : كنت عند عثمان ، فدعا بوضوء فتوضّأ ، فلمّا فرغ قال : توضّأ رسول الله صلىاللهعليهوآله كما توضّأتُ ، ثمّ تبسَّم وقال : أتدرون مِمَّ ضحكتَ ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم. قال : إن العبد المسلم ... كنز العمال ٩ : ٤٣٩ / ح ٢٦٨٧٢. وقد علمت أنّ عثمان اختلق هذا التبسّم ونسبه إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ليبرّر ضحكاته الوضوئية.