كان عثمان يغدق الأموال على باقي الصحابة ـ إلاّ نفراً يسيراً ـ فمن غير المنطقي أن يقتلوه لإيثاره أقرباءه فقط مع حصولهم على نصيب وافر من المال ، بل هناك أسباب دينية وابتداعات جعلتهم يقتلونه ـ ربّما يكون بعضها في الأشياء الكثيرة التي كره الطبري ذكرها (١) ، وربّما كانت من الأسباب التي جعلها الناس ذريعة إلى قتله ، والتي ترك ابن الأثير ذِكرَ كثيرٍ منها (٢).
٢ ـ إنّ سياسة عثمان الماليّة الطبقية كانت تستوجب عزله لا قتله (٣) ، وبما أنّ الصحابة بين قاتل وخاذل له ـ حسب تعبير ابن عمر (٤) ـ كان لابدّ من وجود سبب مبيح لدمه ، ولعله الإحداث في الدين لا في التصرفات الخارجية حَسْبُ.
٣ ـ وجود مبتدعات دينية فقهية يقينية صدرت من عثمان بن عفان ،
______________________________
رجا صاحبكما [ يعني عمر ] من صاحبه [ يعني أبا بكر ] دق الله بينكما عطر منشم ، شرح نهج البلاغة ١ : ١٨٨.
(١) اُنظر تاريخ الطبري ٤ : ٥٥٧ ، حيث قال في سبب الخلاف بين عثمان وأبيذر الغفاري وموته غريباً بالربذة : فإنّهم رووا في سبب ذلك أشياء كثيرة ، وأموراً شنيعة كرهتُ ذكرها !!!
(٢) اُنظر : الكامل في التاريخ ٣ : ١٦٧ ، حيث قال : قد ذكرنا سبب مسير الناس إلى قتل عثمان ، وقد تركنا كثيرا من الأسباب التي جعلها الناس ذريعة إلى قتله لعلل دعت إلى ذلك !! ترى ماهي العلل التي كره ابن الأثير ذكرها ؟
(٣) الكامل في التاريخ ٣ : ١٦٧.
(٤) اُنظر : شرح نهج البلاغة ٣ : ٨.