الصحيح ، ودحض الوضوء الجديد النابع من الرأي ؛ إذ كانت نصوصهم تحوي النفي والإثبات معاً.
ولمّا استشهد الإمام علي وصالح الإمامُ الحسنُ معاويةَ ، تولّى الأخير السلطة ، فراح يترسّم خطى عثمان فقهياً ويدعمه عقائديّاً ، ويتبنّى آراء ابن عمه ، كما حدث ذلك عندما صلّى الظهر في مكّة ركعتين ، فنهض إليه مروان بن الحكم وعمرو بن عثمان وقالا له : ما عاب أحد ابن عمك بأقبح ممّا عبته به.
فقال لهما : أنّه صلاهما مع النبي صلىاللهعليهوآله وأبي بكر وعمر قَصْراً.
فقالا له : إنّ ابن عمك قد كان أتمّهما ، وإنّ خلافك إيّاه عيب ، فخرج معاوية إلى منى فصلاّها بنا أربعاً (١).
وكذلك تابع عثمانَ في تجويزه الجمع بين الأختين بمِلْك اليمين (٢) ، وكذلك ترك معاوية التكبير المسنون في الصلاة لترك عثمان إيّاه ، وترَكَه زيادُ بن أبيه لترك معاوية (٣).
ومثله فَعَل في تركه التلبية في الحج (٤) ؛ حيث نصّوا على أنّ النبي صلىاللهعليهوآله
______________________________
(١) اُنظر : مسند أحمد ٤ : ٩٤ ، فتح الباري ٢ : ٤٥٧ ، نيل الاوطار ٣ : ٢٥٩.
(٢) اُنظر : الدر المنثور ٢ : ١٣٧ ، والموطأ ٢ : ٥٣٨ / ح ٣٤.
(٣) اُنظر فتح الباري ٢ : ٢١٥.
(٤) سنن النسائي ( المجتبى ) ٥ : ٢٥٣ ، سنن البيهقي ٥ : ١١٣.