وأبا بكر وعمر أهلّوا ، ولم يذكروا عثمان (١) ، هذا إلى غيرها من المفردات الفقهية.
وكذلك كانت خطوات معاوية في تقرير قاعدة « من غلب » بعد أن كان يعتقدها عثمان (٢) ، مضافاً إلى مفاهيم عقائدية ركّزها معاوية يعود
______________________________
(١) اُنظر المحلى ٧ : ١٣٥ ـ ١٣٦ ، فتح الباري ٣ : ٤١٩ ـ ٤٢٠.
(٢) ففي الإمامة والسياسة : ٥٨ قول عبدالله بن عمر بن الخطاب لعثمان لمّا ألهب الثوار النار في باب عثمان : يا أمير المؤمنين ، مع من تأمرني أن أكون إن غَلَبَ هؤلاء القوم عليك ؟ قال : عليك بلزوم الجماعة ، قلت [ القائل ابن عمر ] : فإن كانت الجماعة هي التي تغلب عليك ؟ قال : عليك بلزوم الجماعة حيث كانت.
وسار معاوية على هذا النهج ، ففي تاريخ ابن خلدون ٢ : ١٧٠ إنّ عليّاً بعث رُسُلاً إلى معاوية فقال له أحدهم : فاتق الله يا معاوية ودع ما أنت عليه ولا تنازع الأمر أهله ، فأجابه معاوية وأقذع في سبه وقال : انصرفوا فليس بيني وبينكم إلاّ السيف ...
وفي مصنف ابن أبي شيبة ٧ : ٢٥١ ، وتاريخ دمشق ٥٩ : ١٥٠ ، والبداية والنهاية ٨ : ١٤٠ ، ومقاتل الطالبيين : ٤٥ ، وشرح النهج ١٦ : ٤٦ قول معاوية في خطبته بالنُخيلة يوم الجمعة : إني والله ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكّوا ـ إنكم لتفعلون ذلك ـ وإنّما قاتلتكم لأتأمّر عليكم.
وسار عبدالله بن عمر على هذه القاعدة ، قال القاضي أبو يعلى في الأحكام السلطانية : ٧ ـ ٨ « في الإمام يخرج عليه من يطلب الملك ، فيكون مع هذا قوم و مع هذا قوم ، تكون الجماعة مع مَن غلب ، واحتجّ بأنّ ابن عمر صلّى بأهل المدينة في زمن الحَرّة [ وهي التي انتهك فيها جيش يزيد مدينة الرسول وهتك الأعراض ] وقال : نحن مع مَن غلب. انتهى.
وقال ابن عمر : لا أقاتلُ في الفتنة ، وأصلّي وراء مَن غلب. طبقات ابن سعد ٤ : ١٤٩.