والفتيل (١) : الذي في وسطها.
١٤ (يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ) : بعبادتكم إياهم.
٢٧ (جُدَدٌ) : طرائق ، جمع «جدّة» كـ «مدة» ومدد (٢).
والمقتصد (٣) : المتوسط في الطاعة ، والسّابق : أهل الدرجة القصوى منها ، والظالم : مرتكب الصغيرة (٤) ، كقوله في الآية الأخرى (٥) : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ) فكان لهؤلاء الجنّة.
قال عمر ـ رضياللهعنه ـ (٦) : «سابقنا سابق ، ومقتصدنا ناج ،
__________________
يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً) آية : ٥٣.
وفي قوله تعالى : (فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً) [آية : ١٢٤].
وانظر معاني القرآن للزجاج : ٤ / ٢٦٦ ، والمفردات للراغب : ٥٠٣.
(١) من قوله تعالى : (بَلِ اللهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) [النساء : ٤٩] ، ومن قوله تعالى : (قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً) [النساء : ٧٧] ، وقوله تعالى : (فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) [الإسراء : ١٧].
وانظر المفردات للراغب : ٣٧١.
(٢) معاني القرآن للفراء : ٢ / ٣٦٩ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٣٠٩ ، وتفسير غريب القرآن : ٣٦١ ، وتفسير الطبري : ٢٢ / ١٣١.
(٣) في قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) [آية : ٣٢].
(٤) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣ / ٣٧٦ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٦ / ٤٨٩ ، والقرطبي في تفسيره : ١٤ / ٣٤٦ ، ويكون الضمير في قوله تعالى : (يَدْخُلُونَها) عائدا على الأصناف الثلاثة ، ولا يكون الظالم هاهنا كافرا ولا فاسقا.
قال القرطبي رحمهالله : «وممن روي عنه هذا القول عمر ، وعثمان ، وأبو الدرداء ، وابن مسعود ، وعقبة بن عمرو وعائشة».
وذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره : ٦ / ٥٣٣ الاختلاف في هذه الآية ، ثم قال : «والصحيح أن الظالم لنفسه من هذه الأمة ، وهذا اختيار ابن جرير كما هو ظاهر الآية ، وكما جاءت به الأحاديث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم من طرق يشد بعضها بعضا ...» اه ـ.
وأورد طائفة من الآثار للدلالة على هذا القول.
(٥) سورة فاطر : آية : ٣٦.
(٦) أخرجه البغوي في تفسيره : ٣ / ٥٧١ عن عمر رضي الله تعالى عنه ورفعه. وأورده الحافظ