وعد الله فتح مكة عند اللفاية (١) منها ، وهي بئر وفيها تمضمض صلىاللهعليهوسلم وقد غارت ففارت بالعذب للرواء ، وعندها (٢) بويع بيعة الرضوان ، وأطعموا نخل خيبر ، وظهرت الرّوم على فارس (٣) ، فيكون معنى «الفتح المبين» القضاء الفصل في مهادنة أهل مكة. وقيل (٤) : هو فتح المشكلات عليه في الدين ، كقوله (٥) : (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ) فيكون معنى (لِيَغْفِرَ) لتهتدي أنت والمسلمون وعلى المعنى الظاهر لم يكن الفتح ليغفر له بل لينصره نصرا عزيزا ، ولكنه لما عدّ عليه هذه النعمة وصله بما هو أعظم النعم.
٢ (ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ) : ما كان قبل الفتح ، أو قبل البعثة (٦).
وغفران / الصّغيرة مع أنها مكفّرة : سترها سترا دائما ودفع الضّرر [٨٩ / أ] عليها (٧).
٤ (أَنْزَلَ السَّكِينَةَ) : الثقة بوعد الله والصّبر على حكم الله (٨).
(لِيَزْدادُوا إِيماناً) : يقينا (٩).
(وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ) : أي : لو شاء نصركم بها عاجلا ودمّر على
__________________
(١) كذا في الأصل ، ولم أتبين معنى هذه الكلمة ، وفي «ك» و «ج» : الكفاية منها ، وفي وضح البرهان : ٢ / ٣٠٣ : عند انكفائه منها.
(٢) في الأصل : «وعندهما» ، والمثبت في النص عن نسخة «ك».
(٣) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٦ / ٧١ عن الشعبي.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧ / ٥٠٩ ، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور ، وابن المنذر ، والبيهقي في «البعث».
وانظر معجزات هذه الغزوة في السيرة لابن هشام : ٢ / ٣١٠ ، وفتح الباري : ٧ / ٥٠٧.
(٤) ذكر الماوردي نحو هذا القول في تفسيره : ٤ / ٥٦ ، ونقله المؤلف ـ رحمهالله ـ في وضح البرهان : ٣٤٢ عن ابن بحر.
(٥) سورة الأنعام : آية : ٥٩.
(٦) ينظر تفسير الماوردي : ٤ / ٥٧ ، وتفسير القرطبي : ١٦ / ٢٦٣.
(٧) في «ك» : «وغفران الصغيرة على قول من يقول إنها تقع مكفرة ...».
(٨) عن تفسير الماوردي : ٤ / ٥٧.
(٩) في «ك» : إيقانا.