ابن خالد ، حدّثنا يحيى بن عبد الحميد ، حدّثنا عيسى بن راشد ، عن علي بن خزيمة (١) ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس رضي الله عنه ، قال : إنّ الله تعالى بعث شعيباً إلى قومه ، وكان لهم ملك فأصابه منهم بلاءٌ ، فلمّا رآى الملك أنّ القوم قد خصبوا أرسل إلى عمّاله ، فحسبوا على النّاس الطّعام ، وأغلوا أسعارهم ، ونقصوا مكائيلهم وموازينهم ، وبخسوا النّاس أشياءهم ، وعتوا عن أمر ربّهم ، فكانوا مفسدين في الأرض ، فلمّا رآى ذلك شعيب صلوات الله عليه قال لهم : « لا تنقصوا المكيال والميزان إنّي أرايكم بخير وإنّي أخاف عليكم عذاب يوم محيط » فأرسل الملك إليه بالانكار.
فقال شعيب : إنّي منهيّ في كتاب الله تعالى والوحي الّذي أوحى الله إلي به : أنّ الملك إذا كان بمنزلتك الّتي نزلتها ينزل الله بساحته نقمته ، فلمّا سمع الملك ذلك أخرجه من القرية ، فأرسل الله إليه سحابة فاظلّتهم ، فأرسل عليهم في بيوتهم السّموم وفي طريقهم الشّمس الحارّة وفي القرية ، فجعلوا يخرجون من بيوتهم وينظرون إلى السّحابة الّتي قد أظلّتهم من أسفلها ، فانطلقوا سريعاً كلّهم إلى أهل بيت كانوا يوفون المكيال والميزان ولا يبخسون النّاس أشياءهم فنصحهم الله وأخرجهم من بين العصاة ، ثمّ أرسل على أهل القرية من تلك السّحابة عذاباً وناراً فأهلكتهم ، وعاش شعيب صلوات الله عليه مائتين واثنين وأربعين سنة (٢).
فصل ـ ٤ ـ
١٥٩ ـ وعن ابن بابويه حدّثنا ابوعبد الله محمّد بن
شاذان بن أحمد بن عثمان البرواذي حدّثنا ابوعلي محمّد بن محمّد بن الحارث بن سفيان الحافظ السّمرقندي
حدّثنا صالح بن سعيد التّرمذي عن عبد المنعم بن إدريس عن أبيه (٣) عن وهب بن منبّه
اليماني ، قال : إنّ شعيباً وأيّوب صلوات الله عليهما وبلعم بن باعورا كانوا من ولد رهطٍ
آمنوا لإِبراهيم يوم أحرق فنجا ، وهاجروا معه إلى الشّام ، فزوّجهم بنات لوط ، فكلّ نبيّ
كان
_________________________________
(١) كذا في ق ١ وق ٢ والبحار ، وفي ق ٣ وق ٥ : علي بن خذيمة.
(٢) بحار الانوار (١٢ / ٣٨٦ ـ ٣٨٧) ، برقم : (١٣).
(٣) الزيادة من العلل فقط.