٣١٣ ـ وفي خبر آخر : أنّ إبليس قال لعيسى عليه السلام : أنت بلغ من عظم ربوبيّتك أن تكوّنت من غير أب ؟ قال عيسى عليه السلام : بل العظمة للّذي كوّنني ، وكذلك كوّن آدم وحوّا عليهما السلام ، قال إبليس : أنت الّذي بلغ من عظم ربوبيّتك أنّك تخلق من الطّين كهيئة الطّير ؟ فتنفخ فيه فيكون طيراً ، فقال عيسى عليه السلام : بل العظمة لِلّذي خلقني وخلق ما سخّر لي (١).
٣١٤ ـ وفي رواية : أتت عيسى عليه السلام امرأة من كنعان بابن لها مُزمنٌ (٢) ، فقالت : يا نبيّ الله ابني هذا زمن ادع الله له قال : إنّما أمرت ان أُبرئ زمني بني إسرائيل ، قالت : يا روح الله إنّ الكلاب تنال من فضول موائد أربابها إذا رفعوا موائدهم ، فأنلنا من حكمتك ما ننتفع به ، فاستأذن الله تعالى في الدّعاء فأذن له فأبرأه (٣).
فصل ـ ٤ ـ
٣١٥ ـ وباسناده عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، قال : سأل أبي أبا عبد الله عليه السلام هل كان عيسى يصيبه ما يصيب ولد آدم ؟ قال : نعم. ولقد كان يصيبه وجع الكبار في صغره ، ويصيبه وجع الصّغار في كبره ويصيبه المرض ، وكان إذا مسّه وجع الخاصرة في صغره وهو من علل الكبار قال لأمّه : ابغي لي عسلاً وشونيزاً وزيتاً فتعجني به ثمّ ائتيني به فأتته به فكرهه فتقول : لم تكرهه وقد طلبته فقال : هٰاتيه ، نعتّه لكِ بعلم النبوّة وأكرهته لجزع الصّبا ويشمّ الدّواء ثم يشربه بعد ذلك (٤).
٣١٦ ـ وفي رواية إسماعيل بن جابر ، قال ابوعبد الله عليه السلام : إنّ عيسى بن مريم عليه السلام كان يبكي بكاءاً شديداً ، فلمّا أعيت مريم عليها السلام كثرة بكائه قال لها : خذي من لحٰا هذه الشّجرة فاجعلي وجورا ثمّ اسقينيه ، فاذا سقي بكى بكاءاً شديداً فتقول مريم عليها السلام : ماذا أمرتني ؟ فيقول : يا أمّاه علم النّبوّة وضعف الصّبا (٥).
_________________________________
(١) بحار الانوار (١٤ / ٢٧٠) ، برقم : (١) ، عن أمالي الصّدوق مسنداً ومبسوطاً.
(٢) في ق ١ : مرض. |
(٣) بحار الانوار (١٤ / ٢٥٣) ، برقم : (٤٥). |
(٤) بحار الانوار (١٤ / ٢٥٣ ـ ٢٥٤) ، برقم : (٤٦) و (٦٢ / ١٧٠) ، برقم : (٤).
(٥) بحار الانوار (١٤ / ٢٥٤) ، برقم : (٤٧).