الحسين عليهالسلام في جوف الليل اذ استقبلتهم خيل ابن سعد على شاطئ الفرات وبينهم وبين عسكر الحسين عليهالسلام اليسير فتناوش القوم بعضهم بعضا واقتتلوا قتالا شديدا وصاح حبيب بن مظاهر بالأزرق ويلك ما لك وحالنا انصرف عنا ودعنا يشقى بنا غيرك فأبى الأزرق ان يرجع وعلمت بنو اسد انه لاطاقة لهم بالقوم فانهزموا راجعين الى حيّهم. ثم انهم اورتحلوا في جوف الليل خوفا من ابن سعد ان يبينهم ورجع حبيب بن مظاهر الى الحسين عليهالسلام فخبّره بذلك ، فقال عليهالسلام : لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. ورجعت خيل بن سعد حتى نزلوا على شاطئ الفرات فحالوا بين الحسين وأصحابه وبين الماء واضّر العطش بالحسين عليهالسلام واصحابه وكان حبيب صاحب لواء الحسين عليهالسلام ومن خواص اصحابه ولايفارقه في كربلا ليلا ولا نهارا وهو القائل : ابا عبد الله نفسي ان قبلتها مني سعدت وان رددتها عليّ شقيت فما زال مسرورا بخدمة الحسين عليهالسلام حتى دنا رحيله وحان اجله فجعل يحشم اصحابه بالنزول لأولئك الظلمة فما زال بهم حتى همز جواده في غياهب القوم وهو يحمل لواء الحسين عليهالسلام متأبطا حرمة فاديا بنفسه مع من كان معه فصار يصرخ