في القوم كأنه الرعد القاصف فارتجّت أرض كربلا لحملته واظلمت الدنيا على اعدائه من سطوته فهم بين صريع وجديل حتى رجع الى الحسين عليهالسلام. فاقبل ابو تمامة للحسين عليهالسلام قائلا إنّا مقتولون لا محالة فصل بنا هذه الصلاة فاني اظنها هي آخر صلاة نصليها ، فقال له عليهالسلام : أَذِّن ، فأَذَّن فاقبل الحسين عليهالسلام على القوم قائلا يا عمر بن سعد اما تكف الحرب حتى نصلي فلم يجيبه اللعين فتكلم الحصين بن نمير قائلا صليا حسين فان صلاتك لا تقبل ، فقال له حبيب : او تقبل صلاتك يابن اليهودية ، فغضب الحصين لعنه الله منه فبرز اليه قائلا :
دونك ضرب السيف |
|
ياحبيب وافاك ليث بطل نجيب |
في كفه مهنّد قضيب |
|
كأنه من لمعه حليب |
فلمّا سمع حبيب كلام اللعين ودّع الحسين عليهالسلام وقال : اني احبّ ان اتم صلاتي في الجنّة فبرز اليه كأنه القلة العظيمة لايرهب شيء من أمره ونادى دونك ايها اللعين ضرب السيف وطعن الرمح :
انا حبيب وابي مظهر |
|
فارس هيجاء وحرب تسعرر |
وفي يميني صارم مذكر |
|
وانتم ذو عدد واكثر |