السلام عليك من حبيب لم يقض من الدنيا وطرا ولم يشفِ من اعداء الله صدرا حتى عاجله الأجل وفاته الأمل فهنيئا لك يا حبيب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ما اسعد جدّك وافخر مجدك واحسن منقلبك. وفي الناسخ : لمّا جاء به الى الخيمة ووضعه مع القتلى من أهل بيته قال الحسين عليهالسلام اللهم انك تعلم انهم دعونا لينصرونا فخذلونا واعانوا علينا اعدائنا ، اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم احدا ولا تغفر لهم ابدا ، اللهم ان كنت حبست عنّا النصر في دار الدنيا فاجعل ذلك ذخراً لنا في الآخرة وانتقم لنا من القوم الظالمين. وقال بعضهم شعراً :
تلك الوجوه المشرقات كأنها |
|
الأقمار تسبحُ في غدير دماءِ |
الى أن قال :
خضبوا وما شابوا وكان خضابهم بدم من الأوداج لا النّاءِ وكأن هذا الشاعر اقتبس هذا المعنى من لسان أمير المؤمنين عليهالسلام حيث قال يوم صفّين : الا وأن خضاب الرجال الدماء وخضاب النساء الحنّاء ، يقول الكواز الأمر كما ذكرت يا أمير المؤمنين وكما وصفت يهنيك حال اولادك يوم الطف حيث خضِّبوا من دماء نحورهم وكراده القاسم بن الحسن وهو غلام صغير لم يبلغ الحلم وله من العمر ثلاثة عشر سنة ولهذا أثّر قتله في عمّه أثراً عظيماً