روى المدائني وغيره انه قال معاوية يوما لعقيل بن أبي طالب : هل لك من حاجة فأقضيها لك ، قال : نعم جارية عرضت علي وابا اصحابها ان يبيعوها الا ببأربعين ألف درهم وحب معاوية ان يمازحه فقال له : وما تصنع بجارية قيمتها اربعون ألفا وانت اعمى تجتزي بجارية قيمتها اربعون درهما ، فقال عقيل : ارجو ان اطأها فتلد الي ولدا اذا اغضبته ضرب عنقك بالسيف فضحك معاوية وقال : ما زحناك يا ابا يزيد وامر فابتيعت له الجارية التي اولدها مسلما وهي علية النبطية.
فلما أتت على مسلم سنين وقد مات ابوه عقيل جاء الى الشام وقال لمعاوية : ان لي ارضا بمكان كذا من المدينة وهي البغيبغة وفيها عين ماء وهي للحسين عليهالسلام وهي التي اراد الحسين يعطيها الى بن سعد عوض ملك الري فحرم منها لعنه الله ، فقال معاوية : اعطيت بها مأة ألف وقد احببت ان ابيعك اياها فادفع لي ثمنها فأمر معاوية بقبض الأرض ودفع الثمن اليه فبلغ الحسين عليهالسلام ، فكتب الى معاوية : اما بعد فأنك اغررت غلاما من بني هاشم فابتعت منه ارضا لا يملكها فاقبض منه ما دفعته اليه واردد الينا ارضنا ، فبعث معاوية الى مسلم فاقرأه كتاب الحسين عليهالسلام وقال له : اردد علينا ما لنا وخذ ارضك فانك بعت ما لا تملك ، فقال مسلم : اما دون ان اضرب رأسك