الكوفة ، فإنهم اصحاب ابيك الذي كان يتمنى فراقهم بالموت او القتل ان اهل الكوفة قد كذبوك وليس لمكذوب رأي. ولما جاؤوا بمسلم الى باب قصر الامارة وقد اشتدّ به العطش وعلى باب القصر ناس جلوس ينتظرون الإذن ، فيهم عمرو بن حريث ومسلم بن عمرو الباهلي ، واذا قلة ماء باردة موضوعة على الباب ، فقال مسلم عليهالسلام اسقوني من هذا الماء ، فقال له مسلم الباهلي : اتراها ما ابردها لا والله لا تذوق منها قطرة ابدا حتى تذوق الحميم في نار جهنم ، فقال له ابن عقيل : لأمّك الثكل ما اجفاك وافظّك واقسى قلبك انت يا بن باهله اولى بالحميم والخلود في نار جهنم مني. ثم جلس فتساند الى الحائط فبعث عمرو بن حريث غلاما له فجائه بقلة عليها منديل وقدح فصب ماءَ بارداً وقال له : اشرب فامتلأ القدح دما فلم يقدر ان يشرب ففعل ذلك ثلاثا ، فلما ذهب في الثالثة ليشرب سقطت ثناياه في القدح فقال عليهالسلام : الحمد لله لو كان من الرزق المقسوم لشربته.
كانما نفسك اختارت لها عطشا |
|
لما درت ان سيقضي السبط عطشانا |
فلم تطق ان تسيغ الماء عن ظمإ |
|
من ضربة ساقها بكر بن حمرانا |