المراقبة ، فإنّهم يخافون من أن تكون حلاوة الحضور لهم استدراجهم من الله ، ومكرا بهم ، فكلّما تكون الحلاوة بالإقبال أتمّ كان الخوف من الإعراض أشدّ ؛ كما قال عليه السلام : أنا أتقاكم لله وأشدّ منه خوفا.
الثالثة : خوف البعد عن ساحة الشهود ، وذلك خوف الواصلين الّذين فازوا بمقام مشاهدة شعشعان نور وجه الحقّ ، ووصلوا إلى روض رياض بساتين الصدق ، فيخافون أن يحرموا من تلك الساحة الشريفة ، ويبعدوا عن خدمة المحبوب الحقيقيّ ، ويحجبوا عن مشاهدة لوامع أنوار وجهه الكريم.
كيف والمحبّ بعد الوصول إلى الحبيب حزنه وهمّه أشدّ من الّذي ما فاز بالوصل بعد ، فإنّ الواصل خائف من الفراق والانفصال ، والطالب ربّما يرجو الاتّصال ، فيلتذّ برجائه في الحال ، بل في جميع الأحوال ؛ كما قلت في هذا الحال :
خيال وصل تو افزون كند سرور مرا |
|
اگر بشىء بخيال تو در خروش آيم |
السادسة : يحتمل أن يكون المراد باليوم الّذي كان شرّه مستطيرا أي عظيما غاية العظم هو يوم الفراق والبعد عن خدمة المحبوب الروحانيّ ، فإنّ شرّ ذلك الحين عظيم ، لاستلزام البعد الاحتجابات الروحانيّة الّتي هي السلاسل والأغلال المانعة عن الكمال والاستكمال على ما مرّ إليه الإشارة.
وقيل : المستطير العالم المنتشر ، والمراد باليوم هو الوقت الّذي يتقدّر فيه ضرورة الموت ، ثمّ لمّا كانت تلك الضرورة عامّة في حقّ كلّ أبناء هذا النوع وكان ذلك شرّا في حقّ الغالب والأكثر من الناس بسبب مفارقة نفوسهم لآلاتها الاستكماليّة الّتي هي الأبدان ، وهي غير مستكملة بعد وفاته