نفسه خير محض لا شرّيّة فيه من حيث موجود ، وإن شمّ فيه رائحة شرّ فهي مستندة إلى العدم بعد التحقيق.
از حكيم اى عزيز بد نآيد |
|
هرچه او كرد آنچنان بايد |
قال المحقّق الطوسيّ رحمه الله في «شرح الإشارات» : الشرّ يطلق على الأمور العدميّة من حيث هي غير مؤثّرة كفقدان كلّ شيء ما من شأنه أن يكون له مثل الموت والفقر والجهل ، وعلى أمور وجوديّة كذلك كوجود ما يقتضي منع التوجّه إلى كمال عن الوصول إليه مثل البرد المفسد للثمار ، والسحاب الّذي يمنع القصّار عن فعله وكالأفعال المذمومة مثل الظلم والزنا ، وكالأخلاق الرذيلة مثل الجبن والبخل ، وكالآلام والغموم وغير ذلك.
وإذا تأمّلنا في ذلك وجدنا البرد في نفسه من حيث هو كيفيّة ما أو بالقياس إلى علّته الموجبة له ليس بشرّ ، بل هو كمال من الكمالات ، إنّما هو شرّ بالقياس إلى الثمار لإفساده أمزجتها ، فالشرّ بالذات هو فقدان الثمار كمالاتها اللائقة بها ، والبرد إنّما صار شرّا بالعرض ، لاقتضائه ذلك ، وكذلك السحاب.
وأيضا القتل ليس بشرّ من حيث إنّ القاتل كان قادرا عليه ، ولا من حيث إنّ الآلة كانت قاطعة ، ولا من حيث إنّ عضو المقتول كان قابلا للقطع ، بل من حيث إنّه أزال الحياة عن ذلك الشخص وهو قيد عدمّي ، وباقي القيود الوجوديّة خيرات.
وأيضا الظلم والزنا ليسا من حيث هما أمران يصدران عن قوّتين كالغضبيّة والشهويّة مثلا بشرّ ، بل هما من تلك الحيثيّة كمالان لتينك