شيء منها ناداه : السلام عليك يا وليّ الله ، السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا حبيب الله ، أبشر فإنّ الله قد فضّلك وجمّلك وزيّنك وأكرمك فوق الخلائق أجمعين ؛ من الأوّلين والآخرين ، لا يحزنك قول قريش إنّك لمجنون ، وعن الدين مفتون ... (١) إلى آخره.
وفي الكافي عن أبي جعفر عليه السلام : أوحى الله إلى محمّد صلّى الله عليه وآله إنّي خلقتك ولم تكن شيئا ، ونفخت فيك من روحي كرامة منّي أكرمتك بها حين أوجبت لك الطاعة على خلقي جميعا ، فمن أطاعك فقد أطاعني ، ومن عصاك فقد عصاني ، وأوجبت ذلك في عليّ عليه السلام ونسله (٢).
وفيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال : انتخب لهم أحبّ أنبيائه إليه محمّد بن عبد الله في حومة العزّ مولده ، وفي رومة الكرم محتده ، غير مشوب حسبه ، ولا ممزوج نسبه ، ولا مجهول عند أهل العلم صفته ، بشّرت به الأنبياء في كتبها ، ونطقت به العلماء بنعتها ، وتأمّلته الحكماء بوصفها ، مهذّب لا يدانى ، هاشميّ لا يوازى ، أبطحيّ لا يسامى ، شمّته الحياء ، وطبيعته السخاء ، مجبول على أوقار النبوّة وأخلاقها ، مطبوع على أوصاف الرسالة وأحلامها ، إلى أن انتهت به أسباب مقادير الله إلى أوقاتها ، وجرى بأمر الله القضاء إلى نهاياتها ، أدّاه محتوم قضاء الله إلى غاياتها ، تبشّر به كلّ أمّة من بعدها ، ويدفعه كلّ أب إلى أب من ظهر إلى ظهر ، لم يخلطه في عنصره
__________________
(١) انظر : تفسير الإمام العسكريّ عليه السلام : ١٥٦.
(٢) الكافي ١ : ٤٤٠.