كيف والوصيّ من أعظم البيّنات لصدق النبيّ صلّى الله عليه وآله على التفصيل المقرّر في مقامه.
ولذا لم يمض نبيّ إلّا وقد أوصى الخلق بمتابعة وصيّة الّذي هو أشرفهم وأعلمهم بعده ، وهذا هو السرّ في تأكيد النبيّ صلّى الله عليه وآله ومبالغته في أمر عليّ عليه السلام فإنّه صلّى الله عليه وآله لقد أكمله عليه السلام بعلومه ومعارفه ، وأدّبه بأحاسن أخلاقه ، وجعله عليه السلام وعاء لحكمة الله ، فأمر الناس بمتابعته وطاعته وتركه لهم نورا هاديا إلى سبل الحقّ ؛ كما قال : إنّي تارك فيكم الثقلين ... (١) إلى آخره.
فمن اتّبعه عليه السلام فقد صغى [إلى] كلام الرسول ، وصدّق به ، ومن اتّخذ من دونه سبيلا فقد كفر به صلّى الله عليه وآله وضلّ ضلالا بعيدا ، كيف وهو السراج المنير الّذي يهتدي من تمسّك به إلى معارج الإيمان ، ويضلّ من تياسر عنه عن معالم الإيمان.
وفي الكافي عن الباقر عليه السلام قال : أما لو أنّ رجلا قام ليله ، وصام نهاره ، وتصدّق بجميع ماله ، وحجّ جميع دهره ، ولم يعرف ولاية وليّ الله فيو اليه ، ويكون جميع أعماله بدلالته إليه ، ما كان له على الله حقّ في ثوابه ، ولا كان من أهل الإيمان ... (٢) إلى آخره.
وعن الرضا عليه السلام قال : الإمام كالشمس الطالعة المجلّلة بنورها للعالم وهي في الأفق بحيث لا تنالها الأيدي والأبصار.
__________________
(١) الأمالي ، للصدوق : ٤١٥ ، بصائر الدرجات : ٤١٣ ، تفسير القمّيّ ١ : ١٧٣ ، دعائم الإسلام ١ : ٢٧.
(٢) الكافي ٢ : ١٨.