لجميع الأسماء أي للجلالة كما قال : (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) (١) هو الاسم المشتمل على جميع خواصّ الأسماء الإلهيّة الّذي كان النبيّ مظهرا له في عالم الشهادة.
ولذلك التحقيق زيادة شرح أشرنا إليها في بعض رسائلنا ، والتعرّض لها موجب للتطويل.
الخامس : يحتمل أن يكون المراد باسم الربّ هو الإمام الوليّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام أي أرشد الناس إلى معرفته ، وأنّه حجّة الله على عباده بعد الرسول ، واذكره عند الخلق بذكر الولاية والوصاية حتّى لا يكون لله على الناس حجّة يوم القيامة.
والدليل على ذلك أنّ الاسم ـ كما عرفت ـ ما يدلّ على المسمّى ، وهو إمّا تدوينيّ كالأسماء اللفظيّة ، وإمّا تكوينيّ وهو ما كان فيه آية من الآيات الدالّة على كمال الحقّ وتقدّسه عمّا سواه من الخلق ، وذلك على قسمين :
الأوّل : ما يكون فيه دلالة على بعض صفات الحقّ خاصّة كالممكنات سوى الكمّل.
الثاني : ما يكون دالّا على جميع الصفات الإلهيّة بمثابة الجلالة في التدوينيّات كالمعصومين من آل الله تعالى ، فإنّهم الآيات الكبرى والأسماء الحسنى كما يدلّ على ذلك كثير من الأخبار ، فعليّ عليه السلام هو الاسم الأعظم التكوينيّ الّذي يجب ذكره على النبيّ صلّى الله عليه وآله بالوصاية ، للزوم الوصيّ للنبيّ صلّى الله عليه وآله في جميع الأعصار.
__________________
(١) الأنفال : ١٧.